عدالة السماء
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عدالة السماء
ـ
]كان تاجراً كبيرا ، وكانت تجارته بين العراق وسورية):
[]يبيع الحبوب في سورية ، ويستورد منها الصابون والأقمشة .
وكان رجلاً مستقيما في خلقه ، قوي التدين ، يزكي ماله ويغدق على الفقراء
مما أفاء الله به عليه من خير .
وكان يقضي حاجات الناس ، لايكاد يرد سائلاً ، وكان يقول :
(( زكاة المال من المال وزكاة الجاه قضاء الحاجات )) .
[/size]وكان يعود مرضى محلته ويتفقدهم كل يوم تقريبا ، وكان يصلي المغرب والعشاء
]في مسجدا قرب داره ن فلا يتخلف عن الصلاة أحد من جيرانه الإ ويسأل عنه ، [/size]
فإذا كان مريضاً عاده ، وإذا كان محتاجا إلى المال أعطاه من ماله ،
وإذا كان مسافراً خلفه في عياله .
وكان له ولدُ وابنة واحدة ، بلغا عمر الشباب .
وفي يوم من الأيام ، سأل ولده الوحيد أن يسافر الى سورية بتجارته قائلاً له:
(( لقد كبرت ياولدي ، فلا أقوى على السفر. وقد أصبحت رجلاً والحمد لله
فسافر على بركة الله مع قافلة الحبوب الى حلب فبع مامعك ، وأشتر بها صابوناً
وقماشا ثم عد الينا ، ولكنني أوصيك بتقوى الله ، وأطلب منك أن تحافظ
على شرف أختك )).
وكان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى ، يوم لم يكن حينئذ قطارات ولا سيارات[/size]وسافر الشاب بتجارة أبيه من مرحلة إلى مرحلة:
يسهر على إدارت القافلة ، ويحرص على حماية ماله ، ويقوم على شـؤون رجاله .
وفي حلب الشهباء ، باع حبوبه ، واشترى بثمنهامن صابونها الممتاز وقماشها الفاخر،
ثم تجهز للعودة أدراجه إلى الموصل الحدباء .
وفي يوما من الأيام قبيل عودته من حلب ، رأى شابة جميلة تخطر بغلالة من اللاذ (3)
في طريق مقفر بعد غروب الشمس ، أختطف منها قبلة ثم هرب على وجهه
وهربت الفتاة . وما كاد يستقر به المقام في مستقره إلا وأخذ يؤنب نفسه
وندم على فعلته ولا ساعة مندم .
وكتـم أمره عن أصحابه ، ولم يبح بسره لأحد ، وبعد أيام عاد إلى بلده .
وكان والده الشيخ في غرفته يطل منها على حوش (4) الدار، حين طرق الباب السٌقاء
فهرعت إبنته الى الباب تفتحه له ، وحمل السقاء قربته وصبها في اُلحب (5) ،
وأخت الفتى تنتظره على الباب لتغلقه بعد مغادرة السقاء الدار .
وعاد السقاء بقربته الفارغة ، فلما مر بالفتاة قبلها ، ثم هرب لايلوي على شىء .
ولمح أبوها من نافذة غـرفته ماحدث ، فردد من صميم قلبه :
(( لاحول ولا قـوة الا بالله )).
ولم يقل الأب شيئاً ، ولم تقل الفتاة شيئاً .
وعاد السقاء في اليوم الثاني إلى دار الرجل كالمعتاد ، وكان مطأطىء الرأس خجلاُ ،
وفتحت له الفتاة الباب ،ولكنه لم يعد الى فعلته مرة أخرى .
لقد كان السقاء يزود الدار بالماء منذ سنين ، كما كان يزود دور المحلة كلها بالماء ،
ولم يكن في يوم من الأيام موضع ريبة ، ولم يحدث له أن ينظر إلى محارم الناس
نظرة سوء ،وكان في العقد الخامس من عمرة وقد ولٌى عنه عهد الشباب
وما قد يصحبه من تهـور وطيش وغـرور
[size=21]ـ 3 ـ
وقدم الفتى الموصل ، موفور الصحة ، وافر المال .
ولم يفرح والده بالصحة ولا بالمال ، لم يسأل ولده عن تجارته ولا عن سفره ،
ولا عن أصحابه التجار في حلب .
لقد سأل ولده أول ماسأله : ماذا فعلت منذ غادرت الموصل إلى أن عدت اليها ؟
وابتدأ الفتى يسرد قصة تجارته ، فقاطعه أبوه متسائلا :
(( هل قبلت فتاة، ومن متى وأين )) فسقط ( 6 ) في يد الشاب ، ثم أنكر ..
واحمرُ وجه الفتى وتلعثم ، وأطرق برأسه إلى الأرض في صمت مطبق كأنه صخرة
من صخور الجبال لايتحرك ولا يريـم ( 7 ) .
وكان الصمت فترة قصيرة من عمر الزمن ، ولكنه كان كأنه الدهر .
وأخيراً قال له أبوه : لقد أوصيتك أن تصون عرض أختك في سفرك ، ولكنك لم تفعل .
وقص عليه قصة أخته وكيف قبلها السقاء ، فلا بد ان تلك بتلك القبلة وفاء لدين عليك ..
وانهار الفتى ، واعترف بالحقيقة .
وقال له أبوه مشفقا عليه وعلى أخته وعلى نفسه :
(( أنني لم أكشف ذيلي في حرام ، وكنت أصون عرضي حين كنت أصون اعراض الناس )) ولا أذكر أن لي خيانة في عرض أو سقطة من فاحشة ،
[size=21]أرجو ألا اكون مدينا لله بشيء من ذلك .
وحين قبل السقاء أختك تيقنت أنك قبلت فتاة ما ، فأدت أختك عنك دينك ،
[لقد كانت دقة بدقة ، وإن زدت زاد السقاء !!.
.
]كان تاجراً كبيرا ، وكانت تجارته بين العراق وسورية):
[]يبيع الحبوب في سورية ، ويستورد منها الصابون والأقمشة .
وكان رجلاً مستقيما في خلقه ، قوي التدين ، يزكي ماله ويغدق على الفقراء
مما أفاء الله به عليه من خير .
وكان يقضي حاجات الناس ، لايكاد يرد سائلاً ، وكان يقول :
(( زكاة المال من المال وزكاة الجاه قضاء الحاجات )) .
[/size]وكان يعود مرضى محلته ويتفقدهم كل يوم تقريبا ، وكان يصلي المغرب والعشاء
]في مسجدا قرب داره ن فلا يتخلف عن الصلاة أحد من جيرانه الإ ويسأل عنه ، [/size]
فإذا كان مريضاً عاده ، وإذا كان محتاجا إلى المال أعطاه من ماله ،
وإذا كان مسافراً خلفه في عياله .
وكان له ولدُ وابنة واحدة ، بلغا عمر الشباب .
وفي يوم من الأيام ، سأل ولده الوحيد أن يسافر الى سورية بتجارته قائلاً له:
(( لقد كبرت ياولدي ، فلا أقوى على السفر. وقد أصبحت رجلاً والحمد لله
فسافر على بركة الله مع قافلة الحبوب الى حلب فبع مامعك ، وأشتر بها صابوناً
وقماشا ثم عد الينا ، ولكنني أوصيك بتقوى الله ، وأطلب منك أن تحافظ
على شرف أختك )).
وكان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى ، يوم لم يكن حينئذ قطارات ولا سيارات[/size]وسافر الشاب بتجارة أبيه من مرحلة إلى مرحلة:
يسهر على إدارت القافلة ، ويحرص على حماية ماله ، ويقوم على شـؤون رجاله .
وفي حلب الشهباء ، باع حبوبه ، واشترى بثمنهامن صابونها الممتاز وقماشها الفاخر،
ثم تجهز للعودة أدراجه إلى الموصل الحدباء .
وفي يوما من الأيام قبيل عودته من حلب ، رأى شابة جميلة تخطر بغلالة من اللاذ (3)
في طريق مقفر بعد غروب الشمس ، أختطف منها قبلة ثم هرب على وجهه
وهربت الفتاة . وما كاد يستقر به المقام في مستقره إلا وأخذ يؤنب نفسه
وندم على فعلته ولا ساعة مندم .
وكتـم أمره عن أصحابه ، ولم يبح بسره لأحد ، وبعد أيام عاد إلى بلده .
وكان والده الشيخ في غرفته يطل منها على حوش (4) الدار، حين طرق الباب السٌقاء
فهرعت إبنته الى الباب تفتحه له ، وحمل السقاء قربته وصبها في اُلحب (5) ،
وأخت الفتى تنتظره على الباب لتغلقه بعد مغادرة السقاء الدار .
وعاد السقاء بقربته الفارغة ، فلما مر بالفتاة قبلها ، ثم هرب لايلوي على شىء .
ولمح أبوها من نافذة غـرفته ماحدث ، فردد من صميم قلبه :
(( لاحول ولا قـوة الا بالله )).
ولم يقل الأب شيئاً ، ولم تقل الفتاة شيئاً .
وعاد السقاء في اليوم الثاني إلى دار الرجل كالمعتاد ، وكان مطأطىء الرأس خجلاُ ،
وفتحت له الفتاة الباب ،ولكنه لم يعد الى فعلته مرة أخرى .
لقد كان السقاء يزود الدار بالماء منذ سنين ، كما كان يزود دور المحلة كلها بالماء ،
ولم يكن في يوم من الأيام موضع ريبة ، ولم يحدث له أن ينظر إلى محارم الناس
نظرة سوء ،وكان في العقد الخامس من عمرة وقد ولٌى عنه عهد الشباب
وما قد يصحبه من تهـور وطيش وغـرور
[size=21]ـ 3 ـ
وقدم الفتى الموصل ، موفور الصحة ، وافر المال .
ولم يفرح والده بالصحة ولا بالمال ، لم يسأل ولده عن تجارته ولا عن سفره ،
ولا عن أصحابه التجار في حلب .
لقد سأل ولده أول ماسأله : ماذا فعلت منذ غادرت الموصل إلى أن عدت اليها ؟
وابتدأ الفتى يسرد قصة تجارته ، فقاطعه أبوه متسائلا :
(( هل قبلت فتاة، ومن متى وأين )) فسقط ( 6 ) في يد الشاب ، ثم أنكر ..
واحمرُ وجه الفتى وتلعثم ، وأطرق برأسه إلى الأرض في صمت مطبق كأنه صخرة
من صخور الجبال لايتحرك ولا يريـم ( 7 ) .
وكان الصمت فترة قصيرة من عمر الزمن ، ولكنه كان كأنه الدهر .
وأخيراً قال له أبوه : لقد أوصيتك أن تصون عرض أختك في سفرك ، ولكنك لم تفعل .
وقص عليه قصة أخته وكيف قبلها السقاء ، فلا بد ان تلك بتلك القبلة وفاء لدين عليك ..
وانهار الفتى ، واعترف بالحقيقة .
وقال له أبوه مشفقا عليه وعلى أخته وعلى نفسه :
(( أنني لم أكشف ذيلي في حرام ، وكنت أصون عرضي حين كنت أصون اعراض الناس )) ولا أذكر أن لي خيانة في عرض أو سقطة من فاحشة ،
[size=21]أرجو ألا اكون مدينا لله بشيء من ذلك .
وحين قبل السقاء أختك تيقنت أنك قبلت فتاة ما ، فأدت أختك عنك دينك ،
[لقد كانت دقة بدقة ، وإن زدت زاد السقاء !!.
.
ابومعجب- عضو مميز
- عدد الرسائل : 208
العمر : 110
الموقع : السعودية
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: عدالة السماء
الله يعطيك العافيه
و نسال الله ان يعافينا و يرزقنا العفاف
اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين يارب
و نسال الله ان يعافينا و يرزقنا العفاف
اميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين يارب
ICE- عضو مشارك
- عدد الرسائل : 92
العمر : 104
الموقع : السعوديه
تاريخ التسجيل : 21/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى