تنبية على خطاء قول ربي اني لا اسالك رد القضاء
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تنبية على خطاء قول ربي اني لا اسالك رد القضاء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد :
اعلم – رحمني الله وإياك – أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدعاء يدفع البلاء
، ويرد القدر ، فهو من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر ، أو جلب
النفع؛
وقد شاع على ألسن كثيرمن الناس في هذا الزمان إمامهم ومأمومهم هذا الدعاء !
ولا شك أن هذا الدعاء خطأ محض ، واعتداء في الدعاء ،وكيف لا يكون كذلك
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا يرد القضاء إلا الدعاء] رواه
الترمذي وغيره وقال : حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويقول عليه الصلاة والسلام : [ لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل
ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة ]
رواه الحاكم وصححه ، وحسنه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ لن ينفع حذر من قدر ، ولكن الدعاء ينفع
مما نزل زمما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء] رواه أحمد وغيره والحديث
حسن بشواهده وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ولا شك أن الدعاء من القدر فهو كسائر الأسباب المقدرة التي حث الشرع فيها
العباد على تحصيلها والسعي في تحقيقها ومما يدلك على ذلك ما رواه الترمذي
في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها
هل ترد من قدر الله شيئا قال هي من قدر الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
. وضعفه الألباني.
لكن الأحاديث السابقة شاهدة بهذا المعنى.
قال الشوكاني – رحمه الله تعالى – تعليقا على حديث " لا يرد القضاء إلا
الدعاء" : [ فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد
... إلى أن قال : والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل ، فقد يقضي بشيء
على عبده قضاء مقيدا بأن لا يدعوه ، فإذا دعاه اندفع عنه!].
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما الجواب الكافي :
[ والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ،ويمنع نزوله
، أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :"
الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والأرض " وله مع البلاء
ثلاثة مقامات:
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ،
ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا.
الثالث : أن يتقاوما ، ويمنع كل منهما صاحبه].انتهى كلامه – رحمه الله
تعالى - .
وقد ذهب أقوام إلى أن الدعاء لا معنى له ، لأن الأقدار سابقة ، والأقضية
متقدمة ، والدعاء لا يزيد فيها ، وتركه لا ينقص منها شيئا ، ولهذا فلا
فائدة من من الدعاء والمسألة ، واحتجوا بعموم أحاديث القدر ، ولكنهم
محجوجون لأن الله تعالى أمر بالدعاء في عدة آيات وأحاديث ، قال تعالى : {{
وقال ربكم ادعوني استجب لكم }} ، وقال تعالى : {{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا
دعاؤكم}} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ الدعاء هو العبادة ] رواه
الترمذي وصححه الألباني، وقال عليه الصلاة والسلام : [ من لم يسأل الله
يغضب عليه ] رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.
وقد أورد الإمام الخطابي قول هؤلاء في " شأن الدعاء " ورده فقال : [ فأما
من ذهب إلى إبطال الدعاء فمذهبه فاسد ، وذلك أن الله سبحانه وتعالي أمر
بالدعاء ، وحض عليه .... ومن أبطل الدعاء ، فقد أنكر القرآن ورده ، ولا
خفاء بفساد قوله ، وسقوط مذهبه ]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-. ولا شك
أن هذه العبارة : "...لا أسألك رد القضاء..." ظاهرها مؤداه إلى هذا المذهب
الردي.
وقد ورد سؤال إلى العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – هذا نصه : هل
يعصي من يقول : لا حاجة بنا إلى الدعاء ، لأنه لا يرد ما قدر وقضي ، أم لا ؟
فأجاب:
[ من زعم أنا لا نحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى ، ويلزم أن يقول : لا حاجة
بنا إلى الطاعة والإيمان، لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه ،
وما يدري الأخرق الأحمق أن الله قد رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب .
وبناء على ما سبق به القضاء ، لا بغيره، لزمه أن لا يأكل إذا جاع ، ولا
يشرب إذا عطش ، ولا يلبس إذا برد ، ولا يتداوى إذا مرض ، ويقول في ذلك كله :
ما قضاه الله فإنه لا يُرد .. وهذا ما لا يقوله مسلم ولا عاقل!
ولقد قال بعض مشايخ الضلال منهم : لا يجوز التداوي لأنه يشرك باعتماده على
الأسباب !! ، فكان جوابه : لا يأكل! ، ولا يشرب! ، ولا يلبس! ، ولا يركب !،
ولا يدفع عن نفسه من أراد قتله !، ولا عن أهله من قصدهم بالزنا والفواحش
!، فبهت الذي فجر] انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - .
وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما
في " نور على الدرب " ش. [290 ].
السؤال:
كثير من الناس يقولون: [ اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف
فيه] فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
الجواب
[[لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم وأنه أعظم من قول الرسول عليه
الصلاة والسلام: [ لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت]
وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء كما جاء في الحديث[ لا يرد القضاء
إلا الدعاء] والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي
،وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل،
فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن
تهون المرض؟!! لا بل يقول اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه
دون أن يقول يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه خطأ، هل الله عز وجل إلا
أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا
بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن نقول
اللهم إني أسألك أن تعافيني أن تشفيني أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك.]].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - .
و قال أيضا - رحمه الله- في شرح الأربعين النوويةص66 :
[[وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء
ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا
أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت
ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً
فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ
اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .
فقولك: (لا أسألك رد القضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث:[ لاً يَرُدُّ القَدَرَ
إِلاَّ الدُّعَاءُ ]. وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ،
فإذا دعا أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو
فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ
الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الانبياء:83)
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قال الله : (
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ف*شَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (الانبياء:
الآية84]]
انتهى من شرح الأربعين النووية لـلعلامة ابن عُثيمين رحمه الله.
وقال الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى: في الفتاوى الشرعية [ أشرطة
رقم 29]:
[ " اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ ،
وهذا له علاقة بطفرة النظام ، بل يجوز الدعاء ، فهذا عمر رضي الله عنه
يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا ، فامحني واكتبني سعيدا" أخرجه
الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند
الفاروق" ]انتهى بتصرف.
اعلم – رحمني الله وإياك – أنه قد تضافرت الأدلة على أن الدعاء يدفع البلاء
، ويرد القدر ، فهو من القدر الذي لا شيء أنفع منه في دفع الضر ، أو جلب
النفع؛
وقد شاع على ألسن كثيرمن الناس في هذا الزمان إمامهم ومأمومهم هذا الدعاء !
ولا شك أن هذا الدعاء خطأ محض ، واعتداء في الدعاء ،وكيف لا يكون كذلك
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ لا يرد القضاء إلا الدعاء] رواه
الترمذي وغيره وقال : حسن غريب وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويقول عليه الصلاة والسلام : [ لا يغني حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل
ومما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة ]
رواه الحاكم وصححه ، وحسنه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ لن ينفع حذر من قدر ، ولكن الدعاء ينفع
مما نزل زمما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء] رواه أحمد وغيره والحديث
حسن بشواهده وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع.
ولا شك أن الدعاء من القدر فهو كسائر الأسباب المقدرة التي حث الشرع فيها
العباد على تحصيلها والسعي في تحقيقها ومما يدلك على ذلك ما رواه الترمذي
في جامعه بسنده عن أبي خزامة عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها
هل ترد من قدر الله شيئا قال هي من قدر الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
. وضعفه الألباني.
لكن الأحاديث السابقة شاهدة بهذا المعنى.
قال الشوكاني – رحمه الله تعالى – تعليقا على حديث " لا يرد القضاء إلا
الدعاء" : [ فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد
... إلى أن قال : والحاصل أن الدعاء من قدر الله عز وجل ، فقد يقضي بشيء
على عبده قضاء مقيدا بأن لا يدعوه ، فإذا دعاه اندفع عنه!].
وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى- كما الجواب الكافي :
[ والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ،ويمنع نزوله
، أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، كما روى الحاكم في صحيحه من حديث
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :"
الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والأرض " وله مع البلاء
ثلاثة مقامات:
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ،
ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا.
الثالث : أن يتقاوما ، ويمنع كل منهما صاحبه].انتهى كلامه – رحمه الله
تعالى - .
وقد ذهب أقوام إلى أن الدعاء لا معنى له ، لأن الأقدار سابقة ، والأقضية
متقدمة ، والدعاء لا يزيد فيها ، وتركه لا ينقص منها شيئا ، ولهذا فلا
فائدة من من الدعاء والمسألة ، واحتجوا بعموم أحاديث القدر ، ولكنهم
محجوجون لأن الله تعالى أمر بالدعاء في عدة آيات وأحاديث ، قال تعالى : {{
وقال ربكم ادعوني استجب لكم }} ، وقال تعالى : {{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا
دعاؤكم}} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ الدعاء هو العبادة ] رواه
الترمذي وصححه الألباني، وقال عليه الصلاة والسلام : [ من لم يسأل الله
يغضب عليه ] رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.
وقد أورد الإمام الخطابي قول هؤلاء في " شأن الدعاء " ورده فقال : [ فأما
من ذهب إلى إبطال الدعاء فمذهبه فاسد ، وذلك أن الله سبحانه وتعالي أمر
بالدعاء ، وحض عليه .... ومن أبطل الدعاء ، فقد أنكر القرآن ورده ، ولا
خفاء بفساد قوله ، وسقوط مذهبه ]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-. ولا شك
أن هذه العبارة : "...لا أسألك رد القضاء..." ظاهرها مؤداه إلى هذا المذهب
الردي.
وقد ورد سؤال إلى العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى – هذا نصه : هل
يعصي من يقول : لا حاجة بنا إلى الدعاء ، لأنه لا يرد ما قدر وقضي ، أم لا ؟
فأجاب:
[ من زعم أنا لا نحتاج إلى الدعاء فقد كذب وعصى ، ويلزم أن يقول : لا حاجة
بنا إلى الطاعة والإيمان، لأن ما قضاه الله من الثواب والعقاب لابد منه ،
وما يدري الأخرق الأحمق أن الله قد رتب مصالح الدنيا والآخرة على الأسباب .
وبناء على ما سبق به القضاء ، لا بغيره، لزمه أن لا يأكل إذا جاع ، ولا
يشرب إذا عطش ، ولا يلبس إذا برد ، ولا يتداوى إذا مرض ، ويقول في ذلك كله :
ما قضاه الله فإنه لا يُرد .. وهذا ما لا يقوله مسلم ولا عاقل!
ولقد قال بعض مشايخ الضلال منهم : لا يجوز التداوي لأنه يشرك باعتماده على
الأسباب !! ، فكان جوابه : لا يأكل! ، ولا يشرب! ، ولا يلبس! ، ولا يركب !،
ولا يدفع عن نفسه من أراد قتله !، ولا عن أهله من قصدهم بالزنا والفواحش
!، فبهت الذي فجر] انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - .
وقد سئل الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – عن هذه العبارة كما
في " نور على الدرب " ش. [290 ].
السؤال:
كثير من الناس يقولون: [ اللهم إننا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف
فيه] فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا؟
الجواب
[[لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم وأنه أعظم من قول الرسول عليه
الصلاة والسلام: [ لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت]
وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء كما جاء في الحديث[ لا يرد القضاء
إلا الدعاء] والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع فيكون قاضيا بالشي
،وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل،
فمثلا الإنسان المريض، هل يقول اللهم إني لا أسألك الشفاء ولكني أسألك أن
تهون المرض؟!! لا بل يقول اللهم إنا نسألك الشفاء فيجزم بطلب المحبوب إليه
دون أن يقول يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي فيه خطأ، هل الله عز وجل إلا
أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا
بسبب دعائك، فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة، وأن الواجب أن نقول
اللهم إني أسألك أن تعافيني أن تشفيني أن ترد علي غائبي وما أشبه ذلك.]].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى - .
و قال أيضا - رحمه الله- في شرح الأربعين النوويةص66 :
[[وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء
ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل ، فإذا قال: (اللهم إني لا
أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن ، أي افعل ما شئت
ولكن خفف ، وهذا غلط ، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً
فيقول مثلاً : اللهم عافني ، اللهم ارزقني ، وما أشبه ذلك.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ
اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ .
فقولك: (لا أسألك رد القضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد.
واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث:[ لاً يَرُدُّ القَدَرَ
إِلاَّ الدُّعَاءُ ]. وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك ،
فإذا دعا أجاب الله دعاءه ، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة ، فيدعو
فيستجيب الله دعاءه.
قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ
الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الانبياء:83)
فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ ، قال الله : (
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ف*شَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (الانبياء:
الآية84]]
انتهى من شرح الأربعين النووية لـلعلامة ابن عُثيمين رحمه الله.
وقال الشيخ مشهور بن حسن – حفظه الله تعالى: في الفتاوى الشرعية [ أشرطة
رقم 29]:
[ " اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " هذا دعاء آثم خاطئ ،
وهذا له علاقة بطفرة النظام ، بل يجوز الدعاء ، فهذا عمر رضي الله عنه
يقول " اللهم إن كنت قد كنت كتبتني شقيا ، فامحني واكتبني سعيدا" أخرجه
الإسماعيلي في مستخرجه بإسناد جيد كما ذكر ذلك ابن كثير في كتابه " مسند
الفاروق" ]انتهى بتصرف.
ابومعجب- عضو مميز
- عدد الرسائل : 208
العمر : 110
الموقع : السعودية
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: تنبية على خطاء قول ربي اني لا اسالك رد القضاء
جزاك الله خيرا
على هدا الوضوع
على هدا الوضوع
روعة الزمان- عدد الرسائل : 3
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 19/03/2010
رد: تنبية على خطاء قول ربي اني لا اسالك رد القضاء
جزاك الله خيرا اخي ابو معجب
ديمة- عضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 27
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 06/03/2010
رد: تنبية على خطاء قول ربي اني لا اسالك رد القضاء
شكرا أبو معجب
لتفصيلك في الموضوع وما أتوقع في أحد قرأه كامل
يعطيك العافية وأنا كنت حنزل موضوع مثل هذا قريبا جدا .
تحياتي / عمر اليافعي
لتفصيلك في الموضوع وما أتوقع في أحد قرأه كامل
يعطيك العافية وأنا كنت حنزل موضوع مثل هذا قريبا جدا .
تحياتي / عمر اليافعي
عمر اليافعي- عضو مشارك
- عدد الرسائل : 59
العمر : 32
الموقع : الرياض
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى